انتقل إلى المحتوى

دراسة الكتاب المقدس

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14

الدرس التاسع – كتب الحكمة السبعة

أيوب

إقرأ تفسيري أولاً، ومن ثم الكتاب.
فيما مضى، وحتى اليوم أيضاً، بالنسبة لبعض المؤمنين، كان يسود الإعتقاد بأن الغنى، الصحة والأولاد كانوا بنعمة من الله، وأن العكس ينجم عن لعنة الله على الخاطئ. كل مصيبة كانت تفسر كعقاب إلهي.
والحال أن أيوب، رجل عادل نزيه ومؤمن، غني أنعم الله عليه بالصحة والبنين والبنات، عرف كتلة من المصائب والويلات: فجأة يخسر أمواله وأولاده، لكن دون أن يتمرد على الله: “عرياناً خرجت من بطن أمي وعرياناً أعود إلى هناك، الرب أعطى والرب أخذ، تبارك اسم الرب”. خلال كل هذه المحنة لم يخطئ أيوب أبداً ولم يسمح لنفسه بأن يجدف على الله (أيوب 1، 20 – 22).
هذه المصائب ليست، كما كان يُعتقد، بسبب خطايا أيوب، بل بسبب الشيطان الذي كان يريد أن يضربه ليدفعه على الابتعاد عن الله ولعنه. هذا هو التعليم الكبير لهذا الكتاب: الله يسمح للشيطان أن يجرب إنساناً مستقيماً ومخلصاً لله ليخزي الشياطين الذين لم يعرفوا أن يثابروا في محبة الله الغير أنانية. مثل رجل واثق من إخلاص زوجته، يسمح لرجل فاتن بمغازلتها ليذهله بإخلاص زوجته الواضح.
بالفعل، تقول الرواية إن الشيطان يطلب من الله الإذن بتجربة أيوب: “مد يدك الآن ومس كل شيء له، فترى كيف يجدف عليك في وجهك. فقال الرب للشيطان: ها أنا أجعل كل شيء له في قبضة يدك، ولكن إليه لا تمد يدك” (أيوب 1، 11 – 12). (الشيطان هو عدو الإنسان).
بعد أن أظهر أيوب إخلاصه المدهش بعد التجربة، قال الله للشيطان: “عبدي أيوب لا مثيل له في الأرض لأنه رجل نزيه مستقيم وإلى الآن هو متمسك بنزاهته، مع أنك حرضتني عليه من دون سبب. فأجاب الشيطان: …ولكن مد يدك ومس عظمه ولحمه، فترى كيف يجدف عليك في وجهك. فقال الرب للشيطان: ها هو الآن في قبضة يدك، ولكن احفظ حياته” (أيوب 2، 5 – 6).
فضرب الشيطان أيوب “بالجرب من باطن قدمه إلى قمة رأسه” (أيوب 2، 7). دفعته زوجته إلى التجديف على الله، لكن أيوب وضعها عند حدها قائلاً: “كلامك هذا كلام امرأة جاهلة. أنقبل الخير من الله، وأما الشر فلا نقبله؟ ومع هذا كله لم يخطأ أيوب بكلمة من شفتيه” (أيوب 2، 9 – 10).
هكذا انتصر أيوب في التجارب حتى بجسده.
ثلاثة أصدقاء لأيوب ذهبوا لزيارته في محنته ليكلمونه ويدعونه للاعتراف بأنه خطئ ليستحق كل هذه الويلات. تنقل أحاديثهم بطريقة شاعرية، وكل واحد بدوره يحاول إقناع أيوب بأنه خاطئ. لهجتهم في غالبها كانت ساخرة، لا بل لاذعة وشريرة. لم يكن ذلك إلا ليزيد من ألم أيوب، كما ستلاحظ من خلال قراءتك النص. لكن أيوب، هو أيضاً، لم تنقصه الفطنة في إجاباته وكان يعرف كيف يضع حداً لمحادثيه وتأكيد براءته: “يا لك من معين للضعيف ومخلص للذراع الواهنة!” يقول بتهكم لأحد الثلاثة، “لمن توجه كلامك هذا؟ وأية روح خرجت منك؟ (هذا يعني ضمناً أنه ليس روح الله)… كيف لي أن أبرر كلامكم؟ (بأني خطئت) وأنا أموت ولا أنكر نزاهتي. أتمسك ببرائتي ولا أرخيها، وضميري لا يؤنبني بشيء”. ذلك كان موقف أيوب الثابت (أيوب 26، 1 / 27، 5).
لأحد هؤلاء الأصدقاء الذي جاؤوا ليربكوا أيوب زاعمين أنهم يعرفون أسرار الله ودوافعه ليتصرف ضده، يجيب الله: “أنا غاضب عليك وعلى صاحبيك لأنكم ما تكلمتم أمامي بالصدق كعبدي أيوب” (أيوب 42، 7). “وردّ الرب أيوب إلى ما كان عليه من جاه… وزاد الله أيوب ضعف ما كان له من قبل… وبارك الرب أيوب في آخر أيامه أكثر من أولها” (أيوب 42، 10 – 12).
إقرأ الآن هذا الكتاب وافهم أن مغذاه الأخلاقي هو أن الله يسمح بتجربة الإنسان النزيه. هذا يهدف إلى إرباك عقلية المؤمنين المماثلة لعقلية أصدقاء أيوب. إنها تهدف فوق كل شيء إلى تحضير المؤمنين لفهم عذابات المسيح الآتي، العادل بامتياز، الذي يتألم لا بسبب خطاياه، بل بسبب خطايا الآخرين وجرائمهم العديدة.

كتاب المزامير

ليس من الضروري، في هذه المرحلة، أن تقرأ كل الكتاب دفعة واحدة. سأتناول بعض المزامير وسيكون بإمكانك الرجوع إليها تدريجياً كلما قدمتها لك.
هذا الكتاب هو مجموعة من المزامير الكثيرة الأهمية. المزمور هو صلاة تنشد على وقع آلة موسيقية، يدعوها المسيحيون “ترتيلة” ويتوجهون بها إلى الله، إلى المسيح أو إلى العذراء القديسة.
أغلب المزامير ألّفها داود في مناسبات مختلفة. يشار إلى هذه المزامير كالتالي: “المزامير 3: مزمور لداود. عند فراره من وجه أبشالوم ابنه” إلخ… بعض المزامير هي لسليمان (المزامير 72)، لآساف (المزامير 73 – 83)، لبني قورح (المزامير 84) إلخ… مؤلفو بعض المزامير مجهولون.
يوجد في المجموع 150 مزموراً. الكتاب المقدس اليوناني يقسم المزمور 9 إلى مزمورين، 9 و 10. هذا يعقّد قليلاً الترقيم بدءاً من المزمور 11 الذي يصبح 11 (10)، كون (10) هو الترقيم في الكتاب المقدس العبراني. بالمقابل، المزمور 147 يجمع المزمورين 146 و 147. هكذا ستجد دائماً 150 مزموراً في جميع الكتب المقدسة.
كلمة الآن عن المزامير الرئيسية: المزامير الأكثر أهمية هي المزامير المسيحية، يعني التي تتكلم عن المسيح الآتي. إنها بالأخص تلك التي سأتناولها:

المزمور 2

هذا المزمور يقدم المسيح كملك مقدس من الله وكإبن له: “ملوك الأرض يثورون وحكامها يتآمرون معاً على الرب، وعلى الملك الذي مسحه الرب (المسيح، الذي مسحه الرب بطيب إلاهي، كما كانوا يمسحون ملوك الأرض بالزيت المعطر أثناء التكريس): لكن الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم. يؤنبهم في غضب، وفي غيظه يرعبهم. يقول: أنا مسحت ملكي على صهيون جبلي المقدس. دعوني أنا الملك أخبر بما قضى به الرب (إنه المسيح الذي يتكلم مسبقاً): قال لي: أنت ابني، وأنا اليوم ولدتك. أطلب فأعطيك ميراث الأمم وأقاصي الأرض ملكاً لك”.
مؤلف هذا المزمور المسيحي مجهول. المسيح الذي أعلنه الله في هذا المزمور ملكاً لجميع الأمم، أعطيت له “ميراثاً”. الشيطان جرب يسوع واعداً إياه بإعطائه الامبراطورية السياسية على العالم (متى 4، 8-10). رفض يسوع لأن ملكوته “ليس من هذا العالم” (يوحنا 18، 36). السلطان الموعود للمسيح في هذا المزمور يجب أن يُفهم روحياً، لا سياسياً كما قدمه الشيطان ليسوع.
اليهود هم أيضاً أرادوا (ولا زالوا) أن يفهموا مُلك المسيح ساسياً. لذلك قاوموا (ولا زالوا حتى اليوم) يسوع؛ لقد اضطهدوه هو ورسله. القديس بطرس يطبّق هذا المزمور على يسوع ويدين “هيرودوس وبنطيوس بيلاطس وبني إسرائيل والغرباء” على أنهم هذه المؤامرة المدبرة من قبل “ملوك الأرض” الذين يتكلم عنهم هذا المزمور، “الذين تحالفوا كلهم على الرب ومسيحه” (أعمال 4، 25 – 28).
ملكوت المسيح لا يمكنه أن يكون سياسياً بما أن الله يقول: “أنا مسحت ملكي على صهيون جبلي المقدس”. والحال أن المُلك في إسرائيل، كما رأينا في صموئيل الأول 8، لم يكن ليرضي الله: بل أن الله أدانه. في هذا المزمور المقصود هو المملكة الروحية التي أقامها يسوع، المسيح الكاهن الذي اختاره الله ليكون السيد الروحي على العالم بأكمله بالرغم من كل الذين يقاومونه.

المزمور 22

هذا المزمور يصف المسيح المتألم، المقتول، لكن الذي قام من الموت بعد التجربة. يسوع، على الصليب، لفظ بداية هذا المزمور المسيحي لينسبه إلى نفسه ويربك اليهود الذين كانوا يرون في صلبه علامة لعنة من الله. يبدأ المزمور مع المسيح المنتظر فيقول: “إيلي (إلهي)، إيلي (إلهي)، لما شبقتاني (لماذا تركتني)؟” (متى 27، 46). البعض لا يفهم الأسباب العميقة التي جعلت يسوع يتفوه بهذه الكلمات؛ أساءوا التفسير ظناً منهم أن يسوع يشعر أن الله قد تخلى عنه. أعداء يسوع يقولون إن يسوع فهم، وهو على الصليب، أن الله قد لعنه. اليهود الذين صلبوه اعتقدوا أنه كان ينادي النبي إيليا لنجدته (متى 27، 49). الحقيقة هي أن صرخة يسوع الأخيرة هذه هي نبوئية، كلماته الأخيرة هي نور للذين يريدون أن يروا فيها إتماماً نبوئياً. لأن يسوع يخيلنا إلى كلمات المزمور 22 ، حتى عندما كان يسلم الروح، لتأكيد إيماننا به. داود، في هذا المزمور، يعيش مسبقاً المسيح الذي يتعرض للقتل محاطاً بأعدائه. يبدأ المزمور بنفس الكلمات التي لفظها يسوع وهو يسلم الروح:
“إلهي، إلهي لماذا تركتني؟ … إلى تراب الموت أنزلتني… الكلاب يحيطون بي. زمرة من الأشرار يحاصرونني، ثقبوا يدي ورجلي… يقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون… (المزامير 22، 17 – 19)… جميع الأمم تتذكر الرب ترجع إليه من أقاصي الأرض (المزامير 22، 28)… له تحيا نفسي ( هذه الكلمات تشير إلى قيامة يسوع)، وإياه تعبد ذريتي… لأنه قد صنع صنيعاً”(المزامير 22، 30 – 31).
هذا المزمور لا يمكنه أن ينطبق على داود، مؤلفه. فهذا الأخير لم يموت محاطاً بأعدائه، ولم تثقب يداه ورجلاه.
هذا المزمور النبوئي يشبه الفصل 53 من كتاب أشعياء الذي تنبأ بآلام، موت وقيامة المسيح.

المزمور 110

هذا المزمور يقدم المسيح المنتظر كـ ملك وكاهن في نفس الوقت:
“يمد الرب من صهيون صولجان عزتك (المزامير 110، 2)… أقسم الرب ولن يندم أن أنت كاهن للأبد على رتبة ملكيصادق” (المزامير 110، 4).
لا ملكية المسيح ولا كهنوته لم يُكشفا كما كان بني إسرائيل يتصورونهما ويمارسونهما. الملكية المسيحية ليست وفقاً لسلالة داود السياسية (التي، على أي حال، قضى عليها نبوخذنصر)، والكهنوت المسيحي لا يشبه بشيء كهنوت لاوي بما أنه “على رتبة ملكيصادق”، لا على رتبة لاوي. ذلك يعني تغييراً جذرياً للعبادة اليهودية كما يفسر بولس في الفصول من 5 إلى 7 من رسالته إلى العبرانيين. من خلال ذبيحته، وضع يسوع حداً للذبائح، للكهنوت والمملكة اليهوديين.
مع كتاب الرؤيا تنفتح حقبة جديدة حيث كل المؤمنين الحقيقيين بالمسيح يسوع يصبحون “ملكوت كهنة” (رؤيا 1، 6)، كما أراد الله منذ البداية (خروج 19، 6)، لكن دون أن يُفهم. القلب الكهنوتي هو القادر على الرحمة، الذي يقدر أن يتألم مع الإنسان العادل المضطهد من الإنسان الظالم، الذي يعرف أن يدافع عن الفقير المتهم زوراً وأن يشهد للعدل والحق بفضحه هوية المسيح الدجال، وحش كتاب الرؤيا (رؤيا 13، 18)، حتى ولو على حساب حياته. هذه هي الذبيحة الكهنوتية التي ترضي الله.
المزامير الباقية تتألف من أناشيد التسبيح لله، التجاء إلى جبروته ضد عدو ظالم أو صلاة شكر وامتنان. نتعرف على المزامير من خلال بتلاوتها مع الروح القدس الذي هو في يسوع، وليس وفق ذهنية مصلحة شخصية أو صهيونية.

كتاب الأمثال

يحتوي هذا الكتاب على أمثال ذات أخلاقية عالية يجب قراءتها من وقت لآخر للتعمق بالحياة الروحية والتحمس للبحث عن الحكمة: “الحكمة تنادي في الشوارع… (الأمثال 1، 20)… إلى متى، أيها السذج، تحبون السذاجة والساخرون يبتغون السخرية والجهال يبغضون العلم؟ (الأمثال 1، 22)… يا ابني، إن قبلت أقوالي… تجد معرفة الله” (الأمثال 2، 1 – 5).
إقرأه بسرعة مرة أولى لتتعرف عليه. ثم عد إليه باستمرار للتعمق واكتساب الحكمة.

كتاب الجامعة

إنه مجموعة تعاليم “كوهيليث”، الذي يعني في العبرية “القارئ” في الجماعة. إنه إذاً كلام حكيم يقدّمه واعظ للجماعات الدينية. جوهر تعليمه هو أن كل شيء يعيد نفسه على الأرض. من يعيش لهذه الأرض لن يجد سوى الرتابة. الخلاصة هي أنه يجب البحث عن الحياة الأبدية. هي وحدها يمكنا أن ترضي الإنسان: “باطل الأباطيل يقول الجامعة، باطل الأباطيل، كل شيء باطل” (الجامعة 1، 2). كل شيء مادي نفعله ليس له أي فائدة سوى لوقت حياتنا “تحت الشمس”، فذلك لا يستحق العناء الذي نوليه إياه: “وإذا كان رجاؤنا في المسيح لا يتعدى هذه الحياة، فنحن أشقى الناس جميعاً”، يقول بولس (كورنثوس الأولى 15، 19).

نشيد الأنشاد

إنه حوار حب بين العريس (الله) وعروسه (المختارون).

نقطة ملفتة للنظر: العروس لا تأتي أبداً من إسرائيل، بل من لبنان: “تعالي معي من لبنان يا عروس، معي من لبنان” (نشيد 4، 8). غالباً ما يُنظر إلى لبنان على أنه المكان الذي يخرج منه مختارو الله. يعلن حزقيال انتصار الأرز (رمز لبنان) على جبل صهيون: “قال السيد الرب: سآخذ من أعالي الأرز، من رأس جذوعه غصناً وأغرسه على جبل شامخ شاهق. في جبل إسرائيل العالي أغرسه، فيطلع أغصاناً ويثمر ويصير أرزاً رائعاً… أنا الرب قلت وفعلت” (حزقيال 17، 22 – 24). إن الله، بالفعل، قد فتح كتاب رؤيا يوحنا من لبنان ليفسره للعالم بأكمله ويثمر ثمراً كثيراً.
موضوع العروس والعريس يستعيده كتاب الرؤيا. العروس تنادي العريس: “آه نعم، تعال أيها الرب يسوع” (رؤيا 22، 17 – 20). ستفهم كل ذلك فيما بعد مع دراسة كتاب الرؤيا.

كتاب الحكمة

إنه كتاب يحث على البحث وعلى معرفة الله الذي حكمته ليست كحكمة البشر: “إن كان الصديق ابن الله فهو ينصره وينقذه… فلنمتحنه بالشتم والعذاب… ولنقض عليه بأقبح ميتة فإنه سيُفتقد كما يزعم. هذا ما ارتأوه فضلوا؛ لأن شرهم أعماهم، فلم يدركوا أسرار الله…” (الحكمة 2، 18 – 22). قال اليهود هذا الكلام عن المسيح وهو على الصليب (متى 27، 41 – 43). ليس من الحكمة، بل من الجنون التكلم هكذا!
يدعو هذا الكتاب إلى فهم حكمة الله وعدم الاقتداء بحكمة البشر الخاطئة.

كتاب يشوع بن سيراخ

كتبه يشوع بن سيراخ. إنه كتاب الجماعة، وليس كتاب القارئ الذي يقرأ أو يتكلم في الجماعة، كما هو حال كتاب الجامعة. إنه إذاً كتاب يُقرأ كما هو في اللقاءات، في الكنيس مثلاً. هذا الكتاب غير موجود في الكتاب المقدس العبري، لكنه كان يُقرأ في في المعابد اليهودية في الماضي نظراً لأهميته الأخلاقية. كباقي كتب الحكمة، إنه يدعو إلى التقرب من الله، إلى محاولة معرفته، إلى فهمه على الرغم من جميع الصعوبات، إلى التسلح بالصبر في التجارب، لأن الوصول إلى هذه المعرفة يستحق كل العناء:
“كل حكمة هي من الرب ولا تزال معه إلى الأبد (سيراخ 1، 1)… إن رغبت في الحكمة، فاحفظ الوصايا، فيهبها لك الرب (سيراخ 1، 33)… يا بني، إن أقبلت لخدمة الرب الإله، فاثبت على البر والتقوى، وأعدد نفسك للتجربة (سيراخ 2، 1)… مهما نابك فاقبله، وكن صابراً على صروف اتضاعك، فإن الذهب يمحص في النار، والمرضيين منى الناس يمحصون في أتون الاتضاع (سيراخ 2، 4 – 5)”.
لقد تعرفت على كل كتب الحكمة. إنها جديرة بأن تقراءها عدة مرات، وسيكون بإمكانك كل أيام حياتك أن تقرأ مقتطفات منها لتغذي وترفع روحك. لم أفعل سوى أنني أشرت إليك بالخطوط العريضة، لكن مجهودك الشخصي هو الذي سيجعلك تقطف ثمار الحكمة الروحية الناضجة بقدر ما ستطبقها على نفسك، خلال كل أيام حياتك، من خلال معرفة الله ومسيحه: “الحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ويعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته”، قال يسوع (يوحنا 17، 3).
في الوقت الحاضر، إكتف بهذه القراءة الأولى التي قمت بها لكتب الحكمة وتابع دراسة الكتاب المقدس مع الكتب النبوئية.

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14
Copyright © 2025 Pierre2.net, Pierre2.org, All rights reserved.